ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

ملتقي اقلام لا تقصف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقي اقلام لا تقصف

منتدي ثقافي ادبي


    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    نجلاء نصير
    نجلاء نصير
    Admin


    عدد المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية Empty تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    مُساهمة  نجلاء نصير الإثنين سبتمبر 13, 2010 9:43 am

    ومن القصص التي تبرز فيها الشعرية قصة «الأرض» لجبير المليحان، التي تتناول الحياة الإنسانية وإشكالاتها، من خلال نص موغل في البساطة:
    أخذ الطفل الصلصال، وصنع منه كرة كبيرة، وضعها في منتصف ألعابه: تسلقتها الأسود، والنمور، والقطط، والأطفال، والفراشات، والسيارات، والطائرات … فاجأته أمه وهو يُعينها، ويُثبتها في أماكنها، مصدراً أصواتها الخاصة ..
    - ما هذا ؟
    - هذه الأرض !
    وأشار إلى موقع بيتهم فيها: كان سريره هناك .
    بعد قليل، عادت الأم على صراخه الحاد، شاهدته يرفع قبضته محتداً، ومنتحباً :
    - لقد داس أخي الكبير الكرة وهو يمر من هنا !
    كانت كرة الصلصال تلتصق بالأرض، والسكان يتناثرون»(4).
    ومن هذه الشعرية الشفيفة قصة قصيرة جدا تتحدث عن زوجةٍ تعيش منفردة، لأن زوجها يعمل في الخليج، ويحاول الذئب أن يتودد للأولاد أولاً، ليجد مدخلاً بعد ذلك لقلب ـ أو قل لجسد ـ المرأة، وتعبر عما تُريد في فنية واقتدار، دون أن تلجأ إلى كلمةٍ نابيةٍ واحدة:
    «في زيارته الأولى جاء لابني الصغير بطائرة بالريموت كنترول، تطير لتسلم على أبيه في بلاد البترول.
    في زيارته الثانية جاء لابنتي بعصفورين في قفص ليطيرا ويُسلما على أبيها في بلاد البترول.
    في زيارته الثالثة جاء لابني الكبير ببلوك نوت وقلم جميل، ليكتب ويُسلم على أبيه في بلاد البترول.
    في زيارته الرابعة جاء لي بلفافة كبيرة مزركشة .. فتحتها تصاعدت الدماء لوجهي.
    خرج حاملاً إياها مُضافاً لها رذاذ بصقة»(5).
    ونقصد بالشعرية في النص السابق اللغة التي يوردها الروائي في نصه متجاوزاً بها حدود الزمان والمكان والشيء الموصوف نفسه. وقد رأينا في هذه القطعة التي يتقاطع فيها المكاني (مصر والخليج)/ مع الزماني (الزيارت المتكررة في أزمان مُتقاربة) لتصل الساردة إلى هدفها من القص، وه إبراز غواية الرجل للمرأة التي سافر زوجها وتركها وحيدةً للذئاب.
    والشعرية تتدفق في القصة القصيرة جدا من انهمار لغوي «لا يستمد عذوبته من فصاحة الكلمات، ولا من صليل الإيقاع اللغوي الجهير، وإنما من موسيقى الحياة الأليفة، وهي تغمرك بضباب حلو من تفصيلات حية تتفتح عنها ذاكرتك وأنت تمتزج بها وأنت تقرأه فتحقق بينك وبينه درجة عالية من «التماهي» .. »(6) يُساعد عليه السارد عندما يعبر عنك وهو يصف موقفه وشخوصه بصدق بالغ».
    وهذا ما يحاول مبدع القصة القصيرة جدا ـ أن يُقدمه من خلال مقدمات عادية، لتبني عليها رؤية مُفارقة ـ تُريدُ أن تقول كلاماً آخر ـ كما رأينا في القصة القصيرة جدا السابقة، وكما تقدمه هيام صالح في قصة قصيرة جدا بعنوان «بالألوان» هذا نصُّها:
    «حين أدرتُ تلفاز أحلامي .. جاء العرض باللونين الأبيض والأسود .. ظللتُ أتململ.
    فجأة اصطبغت الشاشة بلونٍ واحد .. الأسود فقط. كانت الأيدي تُكبِّلني لمقعدي حتى أستمر لنهاية العرض الحزين.
    حين وجدت «الريموت» المفقود ضغطت الزر .. انسحب اللون الأسود من الحلم ببطء شديد، وبدت خطوط ملونة تتسلّل لتصبغ الشاشة، لكن على استحياء!» (7).
    رغم اكتناز القصة وتكثيفها فعالمها ثري وخصب، مفرداته كثيرة الإشارات، ولغتها تحاول أن تكون شعرية حية؛ وإن أخذنا عليها استعمال الألفاظ الأجنبية، مثل «بلوت نوت» و«بازار» و«ريموت كنترول » ... وغيرها.
    ـــــــــــــ
    الهوامش:
    (1) جبير المليحان: سجادة، موقع «القصة العربية» على الإنترنت، في 24/9/2002م.
    (2) د. خليل الموسى: من مصطلحات النقد الأدبي : "الشعريّة"، جريدة الأسبوع الأدبي ـ العدد 774 تاريخ 8/9/2001م.
    (3) فهد العتيق: ربما يأتون: موقع القصة العربية 1/7/2002م.
    (4) جبير المليحان: الأرض، موقع «القصة العربية» على الإنترنت، في 7/7/2002م.
    (5) د. هيام عبد الهادي صالح: وللجبل أغان أخرى، ص72.
    (6) د. صلاح فضل: أساليب السرد في الرواية العربية، سلسلة «كتابات نقدية»، العدد (36)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 1995م، ص65.
    (7) د. هيام عبد الهادي صالح: وللجبل أغان أخرى، ص80.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 1:50 pm