ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

ملتقي اقلام لا تقصف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقي اقلام لا تقصف

منتدي ثقافي ادبي


    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    نجلاء نصير
    نجلاء نصير
    Admin


    عدد المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية Empty تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    مُساهمة  نجلاء نصير الإثنين سبتمبر 13, 2010 9:38 am

    ومن هذه القصص قصة «المايسترو» لحورية البدري، التي تؤكِّد على الأمل والإرادة والمُقاومة في وجه الأمور المثبطة؛ فهاهو عصفور الكناريا المحبط، يقاوم، فيأتي نهار الفوز والنصر والإشراق: « عندما رف بعصاه(6) السحرية ـ كمايسترو ـ على بوابة الليل، مُشيراً إلى عصفور الكناريا المُحبط انتفض العصفور، تحرك بين سياج الليل الدامس. لم يتأكّد من اقتراب أنوار الفجر، لكنه شعر برغبة في التغريد، أقنعه المايسترو بأن التغريد قد يوحي لأنوار الفجر بالإشراق، تأتي لترى العصفور النائم طول الليل بين الثعابين ... أخذ يغرد، فتشجعت أنوار الفجر، وبدأت تنتشر حول ترنيماته العذبة، وأخذت الجبال تؤوب معه والطير، فظهر قرص الشمس وابتسم، وانسحبت الثعابين لتختفي في جحورها البعيدة» (7).
    ومن هذه القصص المكثفة التي تتناول مصادرة حرية الإنسان، مما يسبب اختناقه قصة هيمى المفتي «اختناق»، وتتحدث عن رجل وضع السدود والقيود فسبب الاختناق لزوجته، ثم أراد تحسين الظروف فبقيت القيود هيَ هي، وظلت تشعر بالاختناق:
    «شيد جدرانه حولها، فانحبس الهواء في المكان، وكادت تختنق ..‏ حرصاً على حياتها فتح نافذة اختار مكانها بعناية بحيث لا تطل سوى على فضائه الرحب الواسع ..‏ تنفست هواءه بعمق ..‏ من جديد شعرت بالاختناق.. »(Cool.
    ومن هذه القصة قصة «سعاد حسني» لمجدي محمود جعفر، التي تتناول عالم الخواء العاطفي عند المرهقين حيث يتحول الوهم إلى حقيقة، ويُعايشه المُراهق كأنه واقع يلون رؤاه، ويُفسده عن رؤية حقائق الحياة، ويصرفه عن دروسه ومتطلبات دراسته:
    «أقسم الولد قائلاً: إن سعاد حسنى عندما تظهر على الشاشة – تلهيني عن المذاكرة وتشغلني عن كل شيء في الدنيا، تأسرني بعينيها الجميلتين، وتجذبني بخفتها ورقتها، تنثر زخات ضوءٍ تبدد مساحة العتمة، وأظل أدور في مساحة جسمها الضئيل وملامحها الدقيقة.
    غطت صورها حوائط غرفتي، وأغلفة كتبي وكراريسي المدرسية، وملأت فراغ قلبي، وشغلت تفكيري، تتسلل إلى غرفتي في الليل تداعب أصابع البيانو، تغمز لي بعينيها الجميلتين، تعزف وترقص وتغنى وتتشابك أيادينا وتتعانق عيوننا، وتمضى بدلالٍ وغنج، وفى الصباح أستيقظ وألعن نساء قريتنا البدينات وبناتها المسترجلات!!» (9).
    لكن محاولة التكثيف لدى القاص قد تصيب الحدث في مقتل، فلا. ومنه هذه النص لجبير المليحان، بعنوان «رثاء ـ 11»:
    « ظل صامتا ، وهي تضع في الحقيبة ما تبقى لها من حياة. التقت عيناهما، و قالتا كل السنين، وهي تغلق الباب. تَـلَفّتَ في جسد الصالة الخاوي، وأعناق الزوايا المتهدلة، و أكوام الذكريات اليابسة، و تشعب ألم البكاء في قلبه ...» (10).
    هذه القصة ومضة، ومع تكثيفها أرى أنها لم تتم، فالقصة القصيرة جدا، لا بد لها من حدث مكتمل، يشير ولا يصرح. وأنا أرى أن هذا النص لم يكتمل، تنقصه ومضة .. إشارة .. جملة ما.. حتى يصير النص قصة قصيرة جيدة مكتملة، كقصص جبير المليحان الأخرى .. العجيب أن بعض المعلقين يكتبون (خواطرهم) التي فجّرها النص .. لا نقدهم، وأحياناً تُكمل ما لم يقله القصة. ومن هذه التعليقات تعليق للقارئة وفاء العمير، التي أشارت إلى: «الجانب الإنساني المتهدم الذي حاول القاص هنا أن يرسمه، ما تبقى من حياة الزوجة، تحمله في حقيبة وتغادر، العيون تلتقي بوجع مؤلم يحاول أن يكون لا مبالياً، سكون المكان، بكاؤه، وذهوله أمام اللحظات المتكسرة نزفاً وسقوطاً؛ الحياة التي ينفض كل من الزوج والزوجة تفاصيلها الصغيرة والحميمية عن أيامهما القادمة وكأن اللحظات الماضية لم تحتفِ بها. خرجت المرأة مغلقة خلفها باب العودة ، فوجد الزوج نفسه وحيداً، تماماً كما لم يكن ينتظر، لوت (هي) عنق الأمل ورحلت، فيما (هو) تكوم على كرامة ودّ ألا تخذله في تلك اللحظة، انتصرت كرامته وهجمت عليه هزيمة الحب! ... اختار القاص أن تكون اللغة مكثفة، واللحظات متسارعة ومشحونة بالألم، أحياناً لا تحتاج إلى مساحة كبيرة من الوصف لتضع يدك على الجرح، يكفي أن يصل إليك كومضة تقف طويلاً على نافذة إدراكك دون أن تغادر!» (11).
    ـــــ
    الهوامش:
    (1) من ورقة ألقيت في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض، في يوم السبت 26/4/2003م، وقد زيدت فيها بعض الفقرات قبل نشرها في منتدى القصة العربية.
    (2) فوزية الشدادي: خيانة، موقع «القصة العربية» على الإنترنت، في 7/6/2002م.
    (3) د. هيام عبد الهادي صالح: وللجبل أغان أخرى، سلسلة «أصوات معاصرة»، العدد (69)، مايو 2001م، ص69.
    (4) د. حورية البدري: للبيع، موقع «القصة العربية» على الإنترنت في 20/3/2003م.
    (5) د. نبيلة إبراهيم سالم، مرجع سابق، ص7.
    (6) في النص: بعصاته، والصواب ما أثبتناه.
    (7) د. حورية البدري: المايسترو، مجلة «المنتدى»، العدد (196)، نوفمبر 1999م، ص23.
    (Cool هيمى المفتي: قصص قصيرة جدا، موقع «أصوات معاصرة» على الإنترنت، في 1/2/2003م.
    (9) مجدي جعفر: أصداء رحلة شاب على مشارف الوصول، سلسلة «أصوات معاصرة» العدد (52)، يناير 2000م، ص 125 .
    (10) جبير المليحان: رثاء ـ 11، موقع القصة العربية، في 3/5/2003م.
    (11) وفاء العمير: تعليق على قصة جبير المليحان «رثاء ـ 11»، موقع «القصة العربية» على الإنترنت، في 4/5/2003م.
    نجلاء نصير
    نجلاء نصير
    Admin


    عدد المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية Empty تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    مُساهمة  نجلاء نصير الإثنين سبتمبر 13, 2010 9:39 am


    (القسم الثالث):
    ــــــــــــــــــــــ

    2-الشعرية:
    ويتصل بالتكثيف ما تتمتع به كثير من القصص القصيرة جدا من الشعرية المجنحة، التي تضفي على عالم القص ـ من خلال التلاعب بالنظام اللغوي بين المعيارية والإيحائية ـ صورةً تحمل رؤية للإحباطات التي نواجهها في عالمنا، وتحمل العديد من الدلالات المباشرة المفتوحة على دلالات ـ نجدها بالتأمل ـ أكثر اتساعاً، وتكشف عن هموم الإنسان الذي يطمح إلى عالم أكثر متعةً وإنسانية بينما تتهدده الأخطار في كل لمحة، وعند كل ثنية من طريقه.
    يقول جبير المليحان في قصة «سجّادة» :
    «قلت لصديقي: لقد كبرت بهجتي وامتدت كربيع وأنا أدخل إلى البيت وأسمع السجادة العتيقة القديمة تئن!
    تراءت لي دهشة عينيه كبريق لعلامة نصر!
    قلت له : عن بكائها … نعم : هو بكاء وليس أنينا، ( لقد ألصقت أذني بها وسمعتها تهمي ببكاء خافت ، و بعيد ، مثل أنين المهزومين في مباراة الحياة … ) قال:
    - فقط إنها سجادة تطؤها كل الأقدام : أقدام الكل ...
    يا لألمي عندما قال :
    - أنا لم أرها في يوم ترفع رأسا؟!
    دويت في وجهه :
    - إذن كيف أنّت ؟!»(1).
    وهي قصة قصيرة جدا تكشف عن زيف واقعنا، وأننا تعودنا على رؤيته كما هو موجود ولا نراه كما ينبغي أن نراه؛ ولأن السجادة تعودت على أن ندوسها، تعوّدنا على رؤيتها هكذا، بينما الذي يرى استطاع أن يبصرها، ويسمعها وهي تهمي ببكاء خافت، و بعيد، مثل أنين المهزومين في مباراة الحياة … ، فهل يكون هذا بداية للوعي والثورة والتمرد.. وهل تعي شعوبنا هذه المقولة لهذه القصة التي تقول في كلمات ما لا تقوله الصحف في أنهرها السوداء المنسابة على أعيننا كالغشاوة، فلا تجعلنا نبصر ما يجب أن نبصره، وأن المهمشين الذين يُداسون في طرق الحياة يُمكن أن يثوروا ويتمردوا ذات يوم؟!!
    وتتناول القصص القصيرة جدا عالم الإنسان الصغير الذي تكتنفه محاولات القهر والإغواء، لكنه عالم طبيعي نحس به ونشعر به ونرى مثله في حياتنا، لكن القصص تأخذه وتحاول إكسابه مسحة من الشعرية والترميز(2).
    ومن النصوص التي تبرز فيها الشعرية نصوص فهد العتيق وجبير المليحان ومحمد المخزنجي، ومجدي جعفر ... وغيرهم. يقول فهد العتيق في نص يعبر عن الأمل في المستقبل بعنوان «ربما يأتون»:
    «ربما يتركون بيتهم القديم ، ويأتون ، أخيراً .
    يأتون إلى مدينتنا التي ستحتفل بأرواحهم المبتهجة وملامحهم الجميلة.
    يأتون إلينا ..
    يأخذون بيتاً جوار بيتنا ، فنسمع أصواتهم في الليل والنهار ..
    ربما يتركون بيتهم، يحمّلون سيارتهم ويدخلون المدينة من كل أبوابها دفعة واحدة، ثم تتبعثر أقدامهم في تراب حارتنا ، وتنطق مهرة الغناء في أرواحنا .
    ربما يأتون ، هم ودماؤهم ، وبعض أسرار الطريق .
    ينظرون خلفهم إلى بيتهم القديم وآثار أعمارهم .. ثم .. يأتون إلينا ..
    ربما ... »(3).

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 7:37 am