ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقي اقلام لا تقصف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك في ملتقي اقلام لاتقصف ،شرفنا بعضويتك وفي انتظار ابداعك
أشرق الملتق بعدد ما تخط اناملك ،مرحبا

ملتقي اقلام لا تقصف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقي اقلام لا تقصف

منتدي ثقافي ادبي


    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    نجلاء نصير
    نجلاء نصير
    Admin


    عدد المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية Empty تابع القصة القصيرة جدا قراءة في التشكيل والرؤية

    مُساهمة  نجلاء نصير الإثنين سبتمبر 13, 2010 9:37 am

    (القسم الثاني)
    ــــــــــــــــــــــ
    من سمات القصة القصيرة جدا:
    1-التكثيف:
    يعمد كتاب القصة القصيرة جدا إلى الجمل القصيرة المكثفة التي تصور عالماً رحباً تتسع دلالاته مع كل قراءة جديدة.
    تقول فوزية الشدادي في قصة «خيانة»:
    « بعد عودته من رحلته مكث طويلاً أمام الباب يحاول فتحه ... كان الباب قد كبر، وكبر ومازال المفتاح صغيراً !!!!!!!» (2).
    إنها قصة تسرد عالماً من المشاعر المتناقضة التي يُحدثها الغياب المادي والمعنوي. وهي في قصتها التي تتصف بنوعٍ عال من التكثيف ترينا أن هذا الغياب مثَّل خيانة، ومن ثم فقد جوزي هذا الغائب عند عودته بعدم القدرة على التماس مع الآخرين.
    وتقول هيام عبد الهادي صالح في قصة بعنوان «المساخيط»:
    «قال زوجي إن الجبل يغضب حين نحفر لنكشف ستره، ونُخرج المساخيط الأثرية من جوفه. ولذلك فإنه وجد مسخوطة خوجاية ـ كركوبة في عمر أمه ولا العوزة للجبل ـ ستتزوجه وتُسافر به، ويعود حين تسأمه، ولديه ما يكفي لتجهيز أكبر بازار في البلدة»(3).
    وهذه القصة قد قالت في سطور قلائل ما تريد قوله، فأوربا تنتج التماثيل الشمعية المُعاصرة التي بلا روح، بينما أنتجت الحضارة المصرية القديمة تماثيلها الباقية، ولذا فالزوج هنا ـ بعد أن ضن الجبل وبخل عن إعطاء مساخيطه / تماثيله، ليبيعها للسائحين ويتعيّش منها، قرر أن يذهب ويتزوج امرأة أوربية عجوزاً ـ بلا روح ـ وعندما سينتهي غرضها منه أو تموت ـ وهو ما لم تقله القاصة عنها؛ بينما أشارت إليه،فهي ـ أي الأوربية ـ «كركوبة» أي طاعنة في السن، وعندما ينتهي الغرض من الزواج فسيعود الرجلُ ويفتتح معرضاً لبيع الآثار، ولا ندري هل سيغضب الجبل ساعتها أم سيبارك هذا المعرَض؟
    وفي قصة حورية البدري «للبيع» تستبطن تجربة صوفية، وتُريد أن تنقلنا إلى تجربة معيشة في كلمات قلائل:
    «قال سهل التستري : سجدت 00 وعندما نهضت من السجود ؛ ظل قلبي ساجدا.
    أحببت الحالة 00 وأحببت سهلا التستري في الله.
    حاولت الوصول للحالة كثيرا 00 كانت النتيجة في كل مرّة مختلفة 00 شيء واحد كان يحدث دائما 00 كنت أجد فاكهة الصيف والشتاء في مطبخي دون أن أذهب إلى السوق 00 لا بيع ولا شراء 00 لا حاجة بي لذلك 00 فكل شي هنا ! 00 » (4).
    إنها تتحدث عن نوع من المُجاهدة النفسية، قد نستصعبه معنويا، أو نرفضه موضوعيا أو عقديا، كعالم ينبتُّ عن الحياة أو العقيدة، لكنها استطاعت أن تنقله في عدد مكتنز من الألفاظ، وبه استطاعت أن ترينا أن «عالم القص الروائي يعد أقرب الأشكال الأدبية اللغوية لحركة الحياة، فهو عالم مصغر لعالمنا، وهو يقف موازياً له وقريباً منه. والفرق بين عالم القصة الخيالي وعالمنا التجريبي، أن الأول محدود ومركز وأكثر حبكة ونظاماً في حين أن عالمنا التجريبي عالم واسع وعريض وتختلط فيه الأمور اختلاطاً قد يصل إلى حد التهويش وغياب المنطق، وبعبارة أخرى فإن عالم القص عالم متخيل ومصنوع صنعة محكمة في مقابل عالمنا الواقعي الذي تسير فيه الأمور مشتتة، كما يحلو لها أن تسير» (5).

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:59 pm